-A +A
أنريكي اندرسون امبرت - ترجمة: عبدالله ناصر*
كل الرجال، أنت وأنا والجميع تحت المراقبة الدائمة للحيوانات التي ترصد عن بعد أدنى تحركاتنا، تحاصرنا أحيانا، وتدعي اللامبالاة في أحيان أخرى. هل يعود السبب إلى اكتشافها خطورتنا الشديدة مما جعلها تستعد لشن الحرب علينا؟ لا أدري، ولكنها قطعا -وعلى كل درجات السلم الحيواني- تشاهد وتنتظر. البعض يتظاهر بالفرار، ويختبئ البعض الآخر. البعض يسمح لنا باصطياده حتى يسترق إلينا النظر من أقفاص حديقة الحيوان. بعض الحيوانات تقترب كما لو أنها مشتتة أو غير مهتمة ولكنها مثل أولئك المحققين الذين يتنكرون بهيئة المشردين ويقطعون الشارع بضجر. ذات مرة، جاءت أنثى السنجاب لتلعب معي، لاحظت على الفور بأنها تريد مهادنتي ولما رفضت مواصلة اللعب معها ذهبت بعيدا. صدقني، إنها تدبر أمرا ما. أملنا الوحيد -عاجلا أو آجلا- أن يؤول الأمر إلى كلب يكشف لنا خطة الحيوانات السرية، فهو الحيوان الوحيد الذي بمقدوره -من أجل أن يسدي لنا هذه الخدمة- أن يخون الآخرين. ألم تلاحظ مرة كيف يبدو الكلب أحيانا كما لو أنه يود إخبارنا بأمر ما؟

* قاص ومترجم سعودي